أولاً:الفلسفة المثالية
تعود الفلسفة المثالية الى "أفلاطون مؤسس الفلسفة المثالية" ، حيث ظهرت أرائه في كتابين هما : ( الجمهورية المثالية ) ( القوانين ) و يسير منهاج التربية في الفلسفة المثالية على مبدأ القديم على قدمه ، وعدم قابليته للتطور ، أي أن ما توصل إليه الأجداد من تراث يبقى ثابتاً ومطلقاً .
ولذلك تؤمن هذه الفلسفة بمبادئ أساسية تنطلق من إيمانها بوجود أفكار عامة ثابتة مطلقة مستقلة عن عالم الخبرات اليومية ومقرها العالم المثالي الحقيقي ومن هذه الافكار ما يلى: * جميع الأشياء الحقيقية تأتي من العقل فهى (تمجد العقل والروح وتقلل من شأن المادة).
المبادىء العامة للفلسفة المثالية-
* الإنسان يترجم ويحلل كل شيء بواسطة العقل .
* العقل يعد القوة الرئيسية التي تساعد الفرد لكشف أسرار الكون.
* لا تؤمن بالتغير سواء كان على صعيد المجتمع أم على صعيد الحقائق المكتشفة.
* المجتمع :تنظر للمجتمع على انه يتكون من الطبقة العاملة وطبقة المفكرين أو الفلاسفة. * القيم الخلقية :أزلية و ثابتة لا تتغير صالحة لكل زمان ومكان.
* العالم : - تنظر إليه نظرة ازدواجية ،فهى تؤمن بوجود عالمين:
أ:-الروحى (عالم الافكار)
ب:-المادى (عالم الخبرات وهو عالمنا الارضى)
* الحقيقة : إن الحقيقة النهائية توجد في عالم آخر، هو عالم الأفكار أو عالم الحقيقة المطلقة وان العقل بامكانة معرفة هذة الحقائق عن طريق الإلهام أو العقل المطلق.
التطبيقات التربوية للفلسفة المثالية :.
المنهاج : تتبع هذه المدرسة الفلسفية منهاج ثابت غير قابل للتطور وعزلت المناهج التربوية عن الاهتمام بحاجات الطلاب وحاجات البيئة المحيطة ، وركزت على الماضي فأخفقت مفهوم أن تكون الخبرات التعليمية ذات معنى للمتعلم ، وذات وظيفة للحياة اليومية .
طرق التدريس : تقوم على أساس تدريب الملكات العقلية وترويضها مراعاة لمدرسة الملكات النفسية ولذلك تهتم بطرق التدريس التقليدية ، وخير طريقة هي التي توصل إليها الحكماء وتعقبتها الأجيال المتتالية.
المعلم: هوالمثل الاعلى للتلاميذ وقدوتهم الحسنة ويجب أن يكون المعلم قادراً على ملء العقول، وليس أن يكون قادراً وضليعاً في موضوع التدريس , كما أعطت للمعلم الدور الرئيسي في عملية تعلم الطلاب حتى أصبح محور العملية التعليمية والمصدر الرئيسي لعملية التعلم .
-التعزيز: تؤمن المثالية بالثواب والعقاب فهي تعتبر العقاب شيئا مهما واجبا ، لأنه يدرب ملكة الصبر عند التلاميذ .
النشاطات اللاصفية: لا ترى أهمية للنشاطات في مناهجها وذلك لنظرتها الازدواجية للإنسان لان النشاطات تركز على الجسم فهي تركز على العقل.
البناءالمدرسي: ليس له اثر في نجاح أو فشل التعلم - البناء الشاق وسيلة لتعليم ملكة الصبر والاراد ه .
المشاركة المجتمعية : لا تؤمن بالمشاركة المجتمعية في حل المشاكل التربوية
تهدف تلك الفلسفة التربوية إلى حشو عقول التلاميذ بالمعلومات والحقائق المطلقة الثابتة التي توصل إليها الأجداد ليقوم التلاميذ بتخزينها وحفظها في العقول.
جعلت الامتحانات وعمليات التقويم في المدارس ، تركز على الحفظ والاستظهار ، والتذكر ، وليس على إنماء شخصيات الطلاب وقدراتهم.
الفلسفة الاسلامية ثانيا:
لم تعرف البشرية على مدار التاريخ نظاماً شاملاً للتربية ، ومحيطاٍ بكل الأمور الإنسانية مثل الإسلام ، فهو منهاج حياة شاملة تدعو العقول إلى التفكير ، والأيدي إلى العمل ، وإذا كانت مناهج التربية المختلفة تدعو إلى إعداد المواطن الصالح ، فقد سعى الإسلام إلى تحقيق هدف أكثر شمولية وهو إعداد الإنسان الصالح لكل زمان ومكان ، والصالح لنفسه والمصلح لغيره .
* ويتصف الفكر الإسلامي والتربية الإسلامية بالتكامل والتوازن والإنسانية والعالمية والمحافظة والتجدد ، والأخذ بالطابع العملي ، والاهتمام بالفرد والجماعة ، والتوجه نحو الخير .. ويعد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة المصدرات الرئيسيان للتصور الإسلامي .والهدف الاسمى للتربية الاسلامية ”تنشئة جوانب الشخصية الانسانية جميعها لتحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى “
المبادئ الأساسية للفلسفة الاسلامية-
أ ـ الكون والعالم :
أن الله سبحانه وتعالى هو مصدر هذا العالم وخالقه ، أي أن هذا العالم لم يوجد بالصدفة أو نتيجة لتغيرات طبيعية ، أو هو وجد نفسه ، بل هو من صنع الله العزيز الحكيم ، الذي خلقه لحكمة ربانية ، ولم يخلقه عبثا ، وهذا العالم ليس ثابتاً بل متغيراً ، يتميز بالحركة .
ب ـ الإنسان :
مخلوق مكرم من عند الله ، خلقه في أحسن تقويم ، ، فهو أرقى المخلوقات وأعلاها مرتبة ، وهو مكون من جسد ونفس في وحدة متكاملة غير منفصلة ، ، لذلك اهتمت التربية بتحقيق التوازن في شخصيته ، خاصة أن الإنسان ذو طبيعة اجتماعية مرنه قابلة للتغير .
ج ـ المعرفة :
يرى علماء المسلمين أن التعلم وتحصيل المعرفة عملية مستمرة مدى الحياة ، ومن مصادر المعرفة في الإسلام : 1- المعرفة اللدنية ، وهي التي يكشفها الله للإنسان سواء في القرأن الكريم أو السنة النبوية الشريفة . 2- والمعرفة الوثقى : التي تصدر عن العلماء والمختصين.
3- لمعرفة المنقولة عن السلف ، بشرط أن يكون الراوي مسلما ، عدلا ، سليم العقل والفكر,عارفا بأصول الرواية . وهناك المعرفة الصادرة عن العقل والحواس والاجتهاد والقياس . د ـ الحقيقة :
مصدر الحقيقة الأول هو الله سبحانه وتعالى ، من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، وتشجع التربية الإسلامية على استخدام العقل والملاحظة التأملية ، والتجريب للوصول إلى الحقائق .